أحلام اليقظة / ضعف الذاكرة ( قرات لك )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من أسبوعين حصلت على كتاب ( في النفس والدعوة )
وأثناء قراءتي للكتاب اكتشفت أنه كتاب رائع حقا
بل أستطيع ان أقول أنه أروع ما كتب في علم النفس في العصر الحديث
( وخصوصا القسم الأول والثاني والرابع والسادس )
وأنصح كل من له شغف بمعرفة دروب النفس وتفسيرها ومعرفة كيفية التعامل معها بقراءته
وهو كتاب مفيد جدا حقا ولكم الإطلاع على الفهرس في آخر الموضوع وقد وضعت أيضا رابط تحميل للكتاب

وهذا جزء من الكتاب أعجبني فنقلته ولي عودة بأجزاء أُخر :

أحلام اليقظة

و هي التمني الكاذب..الذي لا يعني سوى ترك العمل وعدم بلوغ حد الاستطاعة فيه، وترك الأخذ بالأسباب والسنن.

والواقع هو الذي يقف بالأمل على عتبة التحقيق لأن الانفلات من الواقع والأسباب والقدرة والاستطاعة يغرق الإنسان في خيال ليس له حدود.
والفرق بين التمني الكاذب و الرجاء الصادق متعلق بما يرجى وجوده فالتمني الكاذب هو الأمنية التي لا يرجى حصولها كما يتمنى العاجز المراتب العالية.

والأمانى الباطلة: هي رؤوس أموال المفاليس بها يقطعون أوقاتهم و يلتذون بها كالتذاذ من زال عقله بالمسكر أو بالخيالات الباطلة (أحلام اليقظة) و لا يرضى بالأمانى عن الحقائق إلا ذوو النفوس الدنيئة الساقطة.

إن الخطر الناشئ عن أحلام اليقظة هو استهلاك الطاقة الذهنية و الرصيد العقلى في تخيل الواقع الذي يرفضه، في صورة ترضيه و لذلك فإن هذا التخيل يستهلك في الإنسان طاقة ذهنية هائلة تضعف عقله

كما أن خطر أحلام اليقظة ينشأ عن أن المريض يعيش تخيله و أحلامه بصورة عصبية تستهلك هي الأخرى قدرته العصبية بكثرة مجاراة أعصابه لأحلامه.

وخطورة أحلام اليقظة كذلك تنشأ من طغيان إحساسه بخياله عند فقد قدرته العقلية و العصبية على إحساسه الذي يعيشه فعلاً لينفصل عن واقعه كلية فيكون الجنون.

وهذا الجزء أيضا أعجبني التحليل لضعف الذاكرة :

ضعف الذاكرة

والذاكرة في الأساس ثقة من الإنسان في ذاكرته و بمقدار هذه الثقة تكون قوة الذاكرة و من هنا كان النهي عن أن يقول الإنسان نسيت و ذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم - :
"بئس لأحدكم أن يقول نسيت كيت و كيت بل هو نُسِّى"(1) رواه مسلم و النسائى.

و في حديث ابن مسعود أدب في التعبير عند حصول ذلك فلا يقول نسيت فإن النسيان ليس من نفس العبد مما يعود بالثقة من الإنسان في ذاكرته فينفي عنها النسيان.

و قد يكون من أسباب النسيان الذنب يقع فيه العبد و هو قول الله عز و جل :
{ واذكر ربك إذا نسيت } (الكهف: 24)
لأن النسيان إنما يكون عن سبب قد يكون ذنباً -وهذا ما ذهب إليه الضحاك بن مزاحم - فأمر الله تعالى بذكره ليذهب الشيطان عن القلب كما يذهب عند الفرار بالأذان، و الحسنة تذهب السيئة فإذا زال السبب للنسيان انزاح فحصل التذكر بذكر الله تعالى و الله أعلم.

و قد نص القرآن على أثر الشيطان في إحداث النسيان ففي قصة يوسف :
{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ } (يوسف: 42)

و في قصة موسى مع فتاه التي وردت في سورة الكهف :
{ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً } (الكهف: 63).

و لعلنا نلاحظ خطورة أثر الشيطان في إحداث النسيان في الإنسان من خلال حادثة الحوت الذي اتخذ سبيله في البحر سربا ذلك لأن الحدث لا يمكن لأحد أن ينساه فالحوت في مكتل مجهز للطعام وفجأة تدب فيه الحياة فيقفز من المكتل و يدخل في البحر بقوة شديدة هي التي جعلت القرآن يقول فاتخذ سبيله في البحر سربا لأن حركة الحوت القوية جعلته يشق الماء فينكسر على جانبيه فيحدث شكل السرب فأنساه الشيطان كل تلك الأعاجيب
و لعل قوة التأثير تتمثل في أمر آخر و هو أن الشيطان جعل صاحب موسى ينسى و هو برفقه موسى للقاء الخضر وكان ذلك في سفرهما الذي لقيا فيه نصبا.
و بضعف الثقة في الذاكرة يكون النسيان حتى يبلغ هذا الضعف مداه لتكون الوسوسة.

______________________
(1) [متفق عليه] أخرجه البخاري في (فضائل القرآن / بـ نسيان القرآن وهل يقول نسيت آية كذا وكذا / ح 5039)، ومسلم في (صلاة المسافرين وقصرها / بـ الأمر بتعاهد القرآن وكراهة قول نسيت آية / ح 790) من حديث عَبْدِ اللَّهِ ابن مسعود قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [بِئْسَ مَا لِأَحَدِهِمْ يَقُولُ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ هُوَ نُسِّيَ].

فهرس الكتاب

مقدمة............................................. 1

البداية .................................................. 1

المنهج القياسي ..........................................5

النفس القياسية ...........................................5

البيئة القياسية ....................................6

القســـم الأول : كيف نفهم الإنسان

تعريف عام للنفس .......................................10

الأسماء اللغوية ..........................................10

المستوي الأول ( الخلق ) الاتفاق علي اسم (آدم . البشر . الإنسان) .......11

المستوي الثاني (المضمون) الاتفاق علي أسم (الروح . العقل . القلب).......11

المستوي الثالث (القيمة ) الاتفاق علي اسم (النفس . الذات . الشخصية).. 17

القســم الثاني : إسلامية التحليل

-المدرسة الإسلامية للتحليل ...........................26

-المصطلح الأول ( الإيمان ) ........................29

-الايمان تفسير نفسي ................................29

-عمر بن الخطاب: نموذجا إيمانيا .................33

·الجانب الأول: الإيمان بالله ........................43

·الجانب الثاني: الأيمان بالقدر ..................... 49

1-سنن السلوك ........................53

2-المفهوم القدري للحركة النفسية .......58

3-الغرائز ...........................60

4-البيئة ( الجنين – الأرض – القيامة – الجنة ) .63

5-الوراثة ...............................71

6-المجال العصبي ......................75

7-المجال الوجداني ( الحب والكراهية ) .80

8-الفاعلية القدرية الاستثنائية ............83

·الجانب الثالث الأيمان بالغيب ......................87

- المصطلح الثاني ( الإسلام) ......................100

- المصطلح الثالث ( الشريعة ) .....................104

- المصطلح الرابع ( الدين ) ......................120

- المصطلح الخامس ( العبادة ) ....................128

- خاتمة التحليل النفسي ...........................140

القســـــم الثالث

·النظرية الجاهلية في النفس

·العبادة والجنس ...............................149

·العبادة والإنتاج ..............................154

·التكيف والواقع ..............................156

·ظاهرة الضمير ..............................157

القســـم الرابع :الصحــة النفسية

- المرض النفسي ...................................162

- القلق ..............................................163

- الإدمان ............................................164

- ضعف الذاكرة .....................................165

- الوسوسة ...........................................166

- الشك فى الزوجة ...................................167

- الهوس السمعى والبصري ..........................169

- أحلام اليقظة .......................................171

- الجنون ............................................171

- الأحوال الخاصة ...................................175

القســــم الخامس: في النفس والدعــوة

- في النفس والدعوة .....................................205

أ- الإنسان الداعية .......................................206

ب- الإنسان موضع الدعوة ( المدعو ) ..................224

ج- منهج التربية ( تمام الفاعلية ) .......................238

القســم السـادس:علم النفس الاجتماعي

علم النفس الاجتماعي ........................250

القســـم السـابع : الخـــــــلافة

الخلافة..........................................2 62

الولاية الشرعية للبشر ...................................262

·سورة البقرة ..........................................263

·سورة الأعراف ......................................274

·سورة الإسراء .......................................276

·سورة الجمعة .......................................279

دراسة نفسية لليهود ...................................280

التفسير الاصطلاحي .................................285

الختان ...............................................288

القرشية .............................................292

العرق العربي ........................................293

الخاتمة .............................................306

رابط تحميل الكتاب
http://www.sfhatk.com/vb/uploaded/471_11258158589.zip

اللهم استعملنا ولا تستبدلنا
وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه

لا تنسوني من صالح دعاءكم